هذا النص الانجيلي يتكلم عن الزيارة التي قام بها الملاك جبرائيل إلى زكريا ونرى في هذا النص رسالتين:
• الرسالة الأولى من ملاك الرب لزكريا: “لاَ تَخَفْ!” حتى اليوم، لا يزال الله سبب خوف لكثير من الناس، ولحد يومنا رسالة الملاك “لاَ تَخَفْ!” لا تزال صالحة ولها قيمة. “لاَ تَخَفْ!” يتبعها على الفور (يضيف الملاك): “أَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ!” تأكدوا في الحياة، كل شيء هو ثمرة الصلاة.
اليوم ملاك الرب يقول لكل واحد منا “لاَ تَخَفْ!” ثق بي انا الرب الهك الذي هو دائما حاضر في حياتك… ولكن لا تكن مثل زكريا ينتظر الرب كما كان يتوقع لان الرب يتصرف ليس حسب تفكيرنا وما نعتقد ولكن دائما يفاجئنا بطرقه بالاقتراب منا وحمايتنا وتلبية طِلباتنا. لا تفرض على حضور الرب قالبا او اسلوب تعتقد بانه هو الصحيح .. ولكن كن مستعدا دائما لجديد الله….
• الرسالة الثانية توضح رسالة الطفل الذي سيولد وسيسمى يوحنا “وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ”، وهذا يعني، يوحنا سيكون شخص مكرس كليا لله ولرسالته. “وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا” أي في الطفل يوحنا ستكون عودة طال انتظارها من إيليا النبي الذي سيأتي لتحقيق إعادة الإعمار في حياة المجتمع: ليهدي قلوب الآباء نحو الأبناء والعصاة إلى حكمة الأبرار.
تحويل (اهتداء) قلوب الآباء إلى الأبناء، والأبناء نحو آبائهم، يعني، إعادة بناء نسيج العلاقة الإنسانية وتجديد الحياة في المجتمع، كم نحن اليوم بحاجة الى اعادة اعمار علاقاتنا مع اقرب الناس الينا. كانت هذه رسالة يوحنا. وهي أيضا رسالة يسوع ولا تزال باقية الرسالة الأكثر أهمية اليوم. كيف يمكنني التفاعل اليوم مع هذه الرسالة لاكون عامل سلام في عائلتي وفي مجتمعي؟