قبر المسيح فارغ، هكذا وجدته النساء. ولكن في ذلك اليوم نفسه، قبر آخر، لا يٓعرِف بعد بحٓدٓث القيامة. التلاميذ مجتمعين هناك، وراء الأبواب المغلقة، مملوئين من خيبة الأمل ومجمدين بالخوف. وهنا، في القبر الذي حفره التلاميذ، يحضر القائم من الموت. حاول أن تتخيل وجوههم: الفرح، عدم التصديق، الذهول. ربما انهم يتوقعون محاضرة جميلة من المعلم، وربما خشوا ان يقرأوا خيبة الأمل على وجهه لانهم اظهروا شجاعة قليلة لغيابهم في أصعب اللحظات، وخيانة الصداقة. ولكن يسوع؟ يسوع عظيم! ؟ لا يحمل ضغينة: يُعْلِن السلام ويُعطي الروح لمغفرة الخطايا. إنغلاقاتنا، ومخاوفنا لا توقف القائم من الموت! نوره يضيء ظلامنا، محبته أقوى من تفاهاتنا، وجوده يملأ شعورنا بالوحدة! القائم من الموت يذهب للقاء جماعته (تلاميذه) في قبرهم، ويدعوهم إلى التغيير، للعبور الكبير بعيد الفصح: من الخوف إلى الفرح، من القبر الى الحياة، من خيبة الأمل إلى الشجاعة. وهي دعوة من الرب القائم لكل واحد منا. وأيضا من مشهد توما الذي أعلن من خلال اثار المسامير والجنب المطعون ايمانه بصرخته “ربي والهي”. دعونا ان نتامل ايضا في جراحاتنا وظروفنا الآنية لكي نلتقي بالرب القائم من بين الاموات ونعيش حضوره بيننا بفرح ليملأ حياتنا بسلامه. احد مبارك للجميع