في نص مرقس 7. 1-13 نحن امام مناقشة ساخنة بين يسوع وقادة الثقافة الدينية اليهودية، الفريسيين والكتبة. في النقاش المطروح علينا ان نوضح بأن محور النقاش ليس صحة أو عدم صحة بعض الممارسات الدينية، بل حقيقة العلاقة مع الله، بمعنى: ان المشكلة ليست “كيف” يجب أن أغسل يدي قبل الأكل، ولكن النظرة إلى الله: هل هو كمفتش صحة أو مثل الأب الذي يعتني بي.
ينتقد يسوع الشكليات الفارغة والعقيمة للفريسيين، ويدين اعتقادهم بأنهم قادرون على التخطيط للعلاقة مع الله، بوضعها في مخطط ثابت لـ “عطاء-أخذ”. وبحثهم عن الأمن المترجم بممارسات طقسية، يخنق جديد الله وجماله.
يريد يسوع تحقيق النظام وكشف النقاب الديني الزائف الذي يؤدي إلى طريق مسدود وعدم معرفة الله الحي.
هناك جملة في هذا النص، يسوع يأخذها من إشعيا: “هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا” (مرقس 7. 6).
هذا صحيح حقاً: تعيش مجتمعاتنا يومياً صعوبة إعطاء القلب والجسد للكلمة. الشفتان تُبليان بلاء حسنا بإعلانات رائعة تجاه الرب، لكن القدمين لا تستطيعان ان تتبع متطلبات هذه المسيرة. تعلن الشفاه عن أشياء عظيمة عن السخاء، لكن الأيدي لا تزال مغلقة. الشفتان تنشد المديح لله، لكن الآذان ليستا جاهزتين لحفظ الكلمة.
دعونا نحاول أن نتخذ خطوة جديدة وذكية تجاهه، وسوف نكتشف أنه قد فعل ألف خطوة بالفعل تجاهنا.