sykakerk.nl

زيارة غبطة ابينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان لخورنتنا في هولندا

 

قام غبطة ابينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى بزيارة لاولاده وبناته في خورنة مار يوحنا الرسول للسريان الكاثوليك في هولندا , بمناسبة مرور خمسة أعوام لافتتاح كنيسة الخورنة في ارنهم التي تم شراؤها من قبل غبطته والمصادف 4/5/2019  حيث اقام قداسا حبريا يوم 5/5/2019 في كنيسة مار يوحنا الرسول في ارنهم.

كما اقام غبطته يوم الاثنين 6/5/2019  قداسا حبرياً آخر في ارسالية هينكلو للسريان الكاثوليك,

وقد التقى غبطته بالمؤمنين في قاعة كنيسة ارنهم وهينكلو بعد الذبيحة الإلهية مباشرة وشاركهم الغداء المعد بهذه المناسبة.

عاون غبطتَه في القداس المقام في ارنهم الأب بيار النادر كاهن الرعية، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، وخدم القداس شمامسة الرعية وجوقتها، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من مختلف الرعايا والإرساليات في هولندا.

في موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فَرحِهِ بلقاء المؤمنين والإحتفال معهم بالقداس الإلهي في كنيسة الخورنة في ارنهم في الذكرى السنوية الخامسة لتقديسها وتدشينها، ” وهي الكنيسة الأولى التي استطعنا أن نتملّكها وبذلنا كلّ جهد كي نحصل عليها، لا لأنها كاتدرائية عظيمة، أو لأنها قريبة من منازل معظمكم، بل لكي تجمع أبناءنا في هذه المنطقة، وتكون انطلاقة لكنائس أخرى إن شاء الله “.

وتناول غبطته أوضاع أبناء الكنيسة في هذه الأيّام: “صحيح أنّكم جئتم إلى هذا البلد هولندا الذي استقبلكم، ولكلّ عائلة منكم وضع خاص من ظلم ومعاناة وحرمان، لكنّنا نشكر الرب الذي أعطاكم النعمة أن تكونوا في هذا البلد الذي يحترم حقوقكم ويحفظ كرامتكم الإنسانية وحرّيتكم الدينية. صحيح أنّ شعلة الإيمان قد خفّت كثيراً في هذا المجتمع حولكم، وأحياناً نتساءل هل يا تُرى إذا أراد الإنسان أن يدرس ويتعلّم ويتفوّق في العلوم والتكنولوجيا، هل يجب أن يتخلّى عن إيمانه بالله؟ لأنه للأسف فقد خفّت الممارسة المسيحية بين هذا الشعب كثيراً، على عكس شعوب أخرى مماثلة لا تزال محافظة على إيمانها بنسبة كبيرة، فما هو موقفنا؟ إنّ دعوتنا اليوم هي أن نحافظ على شعلة الإيمان الذي من أجله قدّم آباؤنا وأجدادنا ذواتهم كي ينقلوا إلينا هذا الإيمان “.

    وتابع غبطته: ” لم يكن آباؤنا وأجدادنا أفضل حالاً منّا، صحيح أننا عانينا في العراق وسوريا من التهجير القسري والوحشية من الجماعات الإرهابية المتطرّفة، لكنّ آباءنا وأجدادنا عاشوا المعاناة والحرمان من الكثير من حقوقهم، إلا أنّهم كانوا يطلبون من الله أن يعطيهم الفرج، ونقلوا الينا الإيمان رغم أنه كان بإمكانهم التخلّي عنه وعيش حياة دنيوية سعيدة. من هنا دعوتنا في هذا البلد أن نكون رسلاً للإيمان، فنجاهر بإيماننا المسيحي ولا نشعر بأيّ حرج أن نأتي إلى الكنيسة ونصلّي ونطلب من الرب أن يباركنا ويضع سلامه وأمانه في عائلاتنا وبلادنا، رغم أنّ كثيرين في هذا البلد تخلّوا عن علاقتهم بالرب يسوع “.

وأكّد غبطته أننا نقدر جميعاً أن نبرع بنشر إيماننا، ونحن نفتخر أننا نتكلّم اللغة السريانية الآرامية، لغة ربّنا يسوع ووالدته مريم العذراء والرسل، ونحن نريد أن نحافظ على هذه اللغة وهذا التراث، وأن نعيش المحبّة الحقيقية، فنتخلّى عن ذواتنا وآرائنا ومواقفنا الفردية، فتنمو جماعتنا المسيحية بالمحبّة والأخوّة والسلام والفرح، وعندئذٍ نكون تلاميذ حقيقيين للرب يسوع “، مذكّراً أنه “في أنطاكية سُمِّي أتباع يسوع مسيحيين أولاً، وعُرِفوا قبل كلّ شيء بمحبّتهم، والآخرون الذين كانوا يرونهم كانوا يقولون أنظروا كم يحبّون بعضهم البعض، فالمحبّة هي التي كانت تميّز تلاميذ المسيح، وهي التي يجب أن تميّزنا نحن الذين نتبع يسوع بعد ألفي سنة “.

وكان الأب بيار النادر قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، مشيداً برعايته الأبوية واعتنائه بأبنائه الروحيين في كلّ مكان في بلاد الشرق وفي عالم الإنتشار، وبخاصة اهتمامه وبذله أقصى الجهود في رعاية أبناء الكنيسة المنتشرين في أوروبا من المهجَّرين قسراً من بلاد المنشأ في الشرق، سائلاً بركته وطالباً صلاته من أجل الرعية وأبنائها.

    وقبل نهاية القداس ، بارك غبطته طلاب التعليم المسيحي في الرعية، مثنياً على جهود المدرّسين والخدام، وحاثّاً الأهل على تشجيع أولادهم لمتابعة دروس التعليم المسيحي والتعرّف على الرب وعيش حياة ترضيه وتمجّد اسمه القدوس..

وفي قداس ارسالية هينكلو عاون غبطتَه الأب بيار النادر كاهن كنيستنا السريانية الكاثوليكية في هولندا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، وشمامسة الإرسالية، بحضور ومشاركة جموع المؤمنين من الإرسالية والارساليات الاخرى.

وفي موعظته ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية بعنوان ” طعامي أن أعمل مشيئة أبي الذي في السماوات وأتمّم عمله “، عبّر في مستهلّها عن فرحه بالقيام بزيارة إرسالية مدينة هنكلو: “جئنا إليكم لكي نصلّي معكم ونتعرّف عليكم وعلى حاجات هذه الإرسالية “.

   ثمّ تحدّث غبطته عن ” لقاء يسوع بالمرأة السامرية على بئر يعقوب، فيما ذهب التلاميذ للتسوّق لأنّهم كانوا جائعين. ماذا جرى في الحديث بين يسوع والمرأة السامرية، وكيف تمكّن يسوع أن يجذبها إلى الحقيقة؟ “، منوّهاً إلى أنّ ” علاقتنا مع الله ليست مرتهنة بالشريعة والناموس أي بالقانون والنظام، ونحن نعرف أنه عندما كان أصحاب الشريعة يتمّمون القوانين التي تُفرَض عليهم، كانوا يعتقدون أنّهم بذلك يكمّلون مشيئة الله “، مشيراً إلى أنّ “بولس الرسول يعتبر أنّ مشيئة الله هي في الارتباط بالله بالروح ومحبّته وطاعته من خلال وصاياه التي منحنا إيّاها بشخص يسوع المسيح.

وشدّد غبطته على أنّ إيماننا المسيحي يفرض علينا هذه العلاقة البنوية مع الله الآب السماوي، فعبادتنا لله هي عبادة بالروح، وليست بتتميم بعض الأمور وبعض الشكليات، كالتظاهر أمام الآخرين أنّنا مسيحيون، بينما نحن لا نعيش تعليم يسوع والإنجيل “.

    وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالقول: ” جميعكم تعرفون أنكم أتيتم من بلاد كانت بلاد الإيمان المسيحي قبل أن تحلّ بها هذه المظالم والاضطهادات والتعنّت والقتل والسبي. نحن أبناء وبنات الله، نريد أن نعيش هذه العلاقة معه تعالى بحسب قلبه القدوس. لكنّكم تتذكّرون أنّ أعظم وصية طلب منّا يسوع أن نطبّقها ونعيشها في حياتنا هي أن نحبّ الله من كلّ قلبنا ومن كلّ نفسنا ومن كلّ قوّتنا، وأن نحبّ القريب مثلما نحبّ نفسنا، لا بل أكثر من نفسنا. إنّ القديسين والقديسات عاشوا المحبّة نحو القريب أكثر ممّا أحبّوا نفسكم، فقد بذلوا وتفانوا وضحّوا من أجل الآخرين الذين يعيشون معهم وحولهم، ولم يكونوا يفرضون نفسهم على الآخرين بطريقة فوقية، جاعلين من أنفسهم أنهم هم الفهماء والأتقياء والغيارى وغيرهم ينقصهم محبّة الله أو الإيمان والغيرة على المسيحية، بل على العكس من ذلك تماماً، فقد تنازلوا عن كرامتهم وذواتهم في سبيل ربح المؤمنين للمسيح “.

وأردف غبطته: ” هناك أناس كثيرون نعرفهم يبرعون بالعلم والاكتشافات ويصلون إلى مناصب مالية أو سياسية أو اجتماعية ويبدعون أكثر منكم، أنتم لا تزالون قادمين جدداً، لكن هناك ما يجب أن يميّزكم كمسيحيين قادمين من الشرق، من العراق وسوريا ولبنان ومصر وتركيا، يجب عليكم أن يحبّ بعضكم بعضاً، فلا تعملون على خلق فتنة أو مشاكل، سواء بإرادتكم أو بدون إرادتكم. وعندما تحبّون بعضكم بالشكل الصحيح، وتقبلون آراء الآخرين دون أن تفرضوا أنفسكم عليهم، بل تحترمون بعضكم البعض، عندئذٍ الذين حولكم سيقولون: انظروا كيف يحبّون بعضهم، إنهم حقّاً تلاميذ المسيح وتلميذاته “.

    وشدّد غبطته على أنّ ” ما يميّزنا أنّنا أبناء وبنات الله الآب السماوي، ونعرف أن نتمّم مشيئته تعالى، وهي أن نعيش المحبّة أينما كنّا، وسواء كنّا قليلي العدد أو كثيرين، أغنياء أو فقراء، أكنّا متزوّجين أو عازبين، يجب أن نعرف أنّ حياتنا على الأرض هي مسيرة نحو الله، مهما كانت ظروفنا، سنبقى كلّنا نشعر بمسؤوليتنا تجاه هذه الكنيسة، هذه الإرسالية في هنكلو، وتجاه عائلاتنا، نفكّر بالأولاد والشباب كيف نعطيهم المثال الصالح ونجعلهم يفتخرون بنا، نحن الآباء والأمّهات، مثلما نحن نذكر آباءنا وأمّهاتنا الذين ضحّوا بالكثير من أجلنا حتى نحافظ على إيماننا المسيحي “.

    وختم غبطته موعظته ضارعاً إلى ” الرب يسوع القائم من بين الأموات، بشفاعة أمّه مريم العذراء التي نكرّس هذا الشهر، شهر أيّار، لتكريمها، أن يباركنا جميعاً وعائلاتنا وأولادنا وشبيبتنا، حتى نقدر جميعاً أن نكون تلك العائلات المسيحية المبنية على المحبّة، مهما كانت العواصف، شخصية أم خارجة عنّا، فسنبقى الأبناء والبنات الحقيقيين للآب السماوي والعاملين بحسب مشيئته القدوسة “.

وقد ألقى الأب بيار النادر كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك، مثمّناً زيارته الأبوية ومحبّته الكبيرة التي يغمر بها أبناءه وبناته الروحيين في كلّ مكان، منوّهاً بما يخصّه غبطته من رعاية مميّزة لأبنائه في بلاد الإنتشار، لا سيّما في أوروبا، وسعيه الحثيث لتهيئة أفضل السبل لتأمين الخدمة الروحية لهم رغم كلّ التحدّيات، سائلاً الله أن يمدّه بالصحّة والعافية ويوفّقه في أعماله الجليلة لخير الكنيسة والمؤمنين.

    وبعد البركة الختامية، التقى غبطته بالمؤمنين في قاعة الكنيسة، فنالوا بركته الأبوية والتقطوا معه الصور التذكارية.

هنيئا لنا بك أبا ورأسا وراعيا

مرحا والف مرحا بقدومك أيها الراعي الأمين

تو بشلوم رعيو شاريرو ومدبرونوا حاكيمو

 

 

قداس كنيسة ارنهم

قداس ارسالية هينكلو