د. بشرى بيوض –
ان المحبة لا تكتمل الا إذا فتحنا أبوابنا للمسيح ، والمحبة هي ان ينتصر فينا النور على الظلام، والحقيقة على الأوهام، والنعمة على الخطيئة، والحب على العداء، والرحمة على الجفاء فلذالك علينا ان نتقبل بذور كلمة الله في تربة قلبه الذي يسعى أن تُفلح بفلاحة النعمة بعمل الروح القدس في داخله،و يتوب ويعود لحضن الاب . وهذا وأنكم عارفون الوقت فان خلاصنا الآن أقرب مما كان فلنخلع أعمال الظلمة وزرع الزوان ونبعد عن العثرات والكذب والغش لا بالخصام والحسد وغيرها بما لايرضي الرب ونلبس أسلحة النور التي ترضي الرب يسوع المسيح وذالك بمحبة الجميع .
ان المحبة الحقيقية والغفران الكامل هي الاساس في حياتنا وهناك في الكنيسةايضا، يُكسبك الرب الرافه، واللطف، والوداعه، وطول ألاناة والمحبة والمصالحة والغفران وتسمع صوته العذب يناديك ولذا يجب ان نحب بعضنا ومحتملين بعضنا بعضاً، وإن كان لأحد على أحد شكوى، فما عليك إلا أن تمد له يد المسامحة، كما سامحك الله في المسيح سامح انت ايضا
لذلك علينا أن نحب الكل، ولا نضيق بأحد ونأخذ درسًا حتى من الطبيعة نتعلم من النهر الذي يعطى ماءه للكل، يشرب منه القديس، كما يشرب منه الخاطئ انظروا إلى الوردة كيف تعطى عبيرها لكل من يعبر بها، يتمتع برائحتها البار والفاسق، حتى الذي يقطفها، ويفركها بين يديه، تظل تمنحه عطرها حتى آخر لحظة من حياتها.
ليتنا نعيش معًا بالحب، وأقصد به الحب العملي، كما قال الكتاب لا نحب باللسان ولا بالكلام، بل بالعمل والحق لأن كثيرين قد يتحدثون عن الحب، وأعمالهم تكذبهم، هؤلاء الذين وبخهم الله بقوله: “هذا الشعب يعبدني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا
وأهم ما في الحب هو البذل، وأعظم ما في البذل هو بذل الذات لذلك قال السيد المسيح: ليس حب أعظم من هذا، أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه
لذالك فان اذا كانت قدمك تترك اثرا في الارض فلسانك يترك اثرا في القلب فهنيئا لمن يحرص ان لايظلم احد ولايغتاب احد ولايكره احد ولايجرح احد ولايتكبر على احد ولايرى في نفسه افضل ولايتكلم على احد فكلنا راحلون فلذالك يجب على الإنسان ان يتكلم بحرص واتزان، ويكون كلامه بالميزان، لان كل كلمة لها ثقلها ووزنها ويكون الكلام برؤية وتأني بحكمة وبمخافة من الله اي تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ (لو 10: 27)
ان المحبة انواع , محبة الاخوة، ومحبة الوالدين، ومحبة الاولاد، والمحبة الزوجية. وهناك محبة من نوع اخر: محبة الغرباء يجسدها مثل السامري الصالح الذي يلتقي في طريقه انسانا محتاجا لايعرفه ولن يلتقيه ثانية، ويقدم له العون المجاني (لو10: 25-37). وهناك نوع اخر من المحبة، هي محبة البعيدين. اما اعظم انواع المحبة هي محبة الاعداء (متى5: 43-47)، وفيها نقابل بالاحسان وإن لم نستطع أن نحب إيجابيًا فعلى الأقل لا نكره أحدًا. فالقلب الذي توجد فيه الكراهية والحقد هو مسكن للشيطان.
إن محبة الأعداء هي ركن اساسي من أركان المسيحية وهذا ما يميزها عن الآخرين، فالغفران والمحبة والتواضع هي من سمات المؤمن الحقيقي الذي يود أن يحيا للمسيح بجدية، فإذا كنت بعيدا عن محبة الله وعن محبة الأخرين، تعال أولا إلى المسيح وارفع قلبك له وعندها ستنقلب نظرتك للحياة لله وللآخرين أيضا لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 16:3).
أن المحبة ليست نغماً من العبارات أو كلمات رنانة التي تستسيغها الأذن وترتاح عليها الأعصاب. هذه ليست المحبة الحقيقية بمعناها الإلهي العميق، فكلمة الرب لا تدل على معاني سطحية كهذه أبداً، بل .“كما أحببتكم أنا”، و”كما غفر لكم المسيح”. هذان هما جناحا المؤمن يحلٌّق بهما عالياً حيث نُقشت المحبة والمسامحة أحرف نارية ناطقة فبدت المحبة مخضّبة بالقطرات الأخيرة من دم المصلوب وانطلقت المسامحة بأسمى معانيها مع آخر أنفاسه “يا أبتاه، اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.
فعندما تكون نقيا من القلب والفكر والنظر يمنحك الرب نورا من حيث لاتعلم حيث يستجيب لك الرب وتاتيك مطالبك فلذا فان صاحب النية الطيبة هو من يتمنى الخير للجميع بدون استثناء فسعادة الاخرين لم تاخذ من سعادتك وغناهم لم ينقصك رزقك وصحتهم لن تزيد مرضك فقط كن صاحب نية طيبة نقيا من الداخل اي تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ (لو 10: 27) واخيرا احبوا بعضكم بعضا ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود
بل لتكن المحبة بحرًا متموجًا بين شواطئ نفوسكم
د – بشرى بيوض