م-اسماعيل ميرزا ان الرب يسوع يحتاج لفعلة يعرفون كيف يعالجون مشاكل الناس، فنحن نستطيع أن نعزي الآخرين ونريهم طريق الحياة، لأن الله سبق أن أعاننا في مشاكلنا، لقد شبه حزقيال أيضا بني إسرائيل بغنم لا راعي لها. وجاء المسيح ليكون الراعي الذي يستطيع أن يرشد الناس كيف يتجنبون المزالق كثيرون من الناس على استعداد لتسليم حياتهم للمسيح، لو قادهم أحد لرؤية الطريق. ويطلب منا الرب يسوع أن نصلي لكي يستجيب الناس لهذه الدعوة. وكثيرا ما يحدث أننا عندما نصلي لأجل أمر ما، أن يستجيب الله صلواتنا بأن يستخدمنا نحن. فكن مستعدا لأن يستخدمك الله لترشد شخصا آخر للطريق إليه
كذلك نحن مدعوُّون أن نكون شركاء في آلالام المسيح، لا بمعنى أن نحمل عنه آلامه أو نشاطره أحزانه إذ هذا تفسير جدَّ خاطئ ـ بل بمعنى أن نكون مستعدِّين أن نقبل مثله ألم الرسالة واضطهاد الحق وضيق الكرازة، في كل ما يأتي علينا؛ حيث تُحسَب لنا هذه كلها كتكميل لآلام المسيح، أو كاشتراك بنصيب متواضع في أحزان الصليب وأُكَمِّل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده، الذي هو الكنيسة. (كو 24:1)
إذن، ففي ذِكرى آلامه نحن مدعوُّون، لا أن نبكي عليه بل أن نبكي معه، بأن نحمل صليبنا ونتبعه ونضيف آلامنا على آلامه
وحينما تقرأ الكنيسة أناجيل الصَّلْب بنغمة الحزن، فلنتذكَّر أننا مدعوُّون أن نسير مسيرته ونُهان إهانته ونُطرد مثله ونخرج «حاملين عاره.» (عب 13:13)
هكذا نتألم، وهكذا نعرف آلام المسيح وعار الصليب
فهي إما تُنشئ فينا حزناً للتوبة والخلاص
وإما تُنشئ فينا حزناً على الخراف الضائعة
نعم، يجب أن نلتقي مع الصليب، ففيه مذَّخر لنا حزن واكتئاب كثير، لأن لنا فيه مصدر تبكيت بسبب خطايانا الحاضرة. مَن ذا يستطيع أن يدنو من الصليب ولا يحس بخطاياه وينظرها أمامه حاضرة؟
نحن لا نبكي المسيح على الصليب؛ بل نبكي أنفسنا التي لم تنتفع بعد من عار الصليب وعذاب المسيح!
نحن لا نتألم لأن المسيح تألم! ولكننا نتألم لأن المسيح تألم ونحن لا زلنا نلهو
نحن لا نحزن لأن المسيح شرب المُر على الصليب ولكننا نحزن لأننا لم نَرْعَوِ ولم نعتبر ذلك، ولا زلنا نشرب من ملذَّات الدنيا
نحن لا نجزع حينما نتصوَّر كيف ضغطوا إكليل الشوك على رأس المسيح، وانغرست أشواكه في رأسه وجبهته وسال الدم من هنا ومن هنا إمعاناً في احتقار ملوكيته ولكننا نجزع حينما نتصوَّر ذلك ونحن لا نزال نسعى وراء أمجاد الدنيا وتكريم الوظيفة وعلو الدرجات
نحن لا نرتعب من منظر المسامير وهي تُدَقُّ في اليدين والقدمين على الخشبة بل نرتعب لما نذكر ذلك ونتذكَّر كيف امتدَّت أيدينا للسرقة والرشوة وإمضاء الزور والإساءة إلى الأبرياء، ولا تزال تمتد
هذه هي شركة آلامنا في الصليب، حيث يصير الصليب خشبةَ تبكيتٍ وآلام ومصدرَ حزنِ توبةٍ للحياة
الآن أنا أفرح، لا لأنكم حزنتم، بل لأنكم حزنتم للتوبة… لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشِئ توبةً لخلاصٍ بلا ندامة (2كو 9:7و10)
ان كلمة الصليب عند الهالكين جهالةٌ، وأما عندنا نحن المخلصينَ فهي قوة الله (1كو1: 18)، كلمة الصليب تتألق في سمائنا نوراً يعطي ألواناً فألوانا، وتزهو رهبةً لتفجّر في ضمائرنا بركانا؛
وكلّما ذكرت كلمة الصليبِ سمت لمعاني المحبة والفداء والخلاص عنوانا، بها نلاطم الأمواج جهاداً، ونشقّ الطريق للعُلا إيمانا؛ فالصليب في العهد الجديد فجّر ينابيعَ بالمآثر ملآنة، عزماً واندفاعاً وعطاءً ومحبة وتواضعاً وسهراً وأتعاباً ودماءَ وظفها المؤمنون شهادة لاسم المسيح وللكنيسة بنيانا
والصليب علمنا معاني الصبر على الضيقات وتحمل لسعات النار، فها هو المصلوب منتصبٌ في كل حين أمام الأبصار، فنحن نكرز بالمسيح مصلوباً (1كو1: 23)، ولم نعزم أن نعرف في الحياة إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً (1كو2: 2)، إذ أنه انتصر على الصليب ليرفع جبلتنا التي افتداها بدمه من سقطتها وتمرغها في وحل الدمار، وعلى الصليب دكت أسوار الهاوية وكسرت شوكة الموت
ولحق بالصالبين الخزي والعار، وبذلك نزداد بالإيمان رسوخاً وفي حروبنا الروحية إصراراً، ويزداد عزمنا في الجهاد أضعافاً، لا تقدّر بمقدار، لأن الصليب أصبح باب السماء، والطريق به تشعشعً بالأنوار، وليلنا به خلع ظلمته والدرب أصبحَ في وضح النهار، وصولاً إلى ميناء السلام، إلى الملكوت، وصولاً إلى أقدس دار.
فكيف يا ترى تم ذلك؟ وما الذي قام به يسوع على الصليب كي نتمتع نحن بنِعم الصليب؟
هذا ما نتأمله بعد أن نرتل معاً عند أقدام الصليب وا حبيبي أي حال أنت فيه؟
م-اسماعيل ميرزا