sykakerk.nl

الاب سعدي خضر –

إنجيل القدّيس لوقا 2. 39-52

ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.
وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.
وكانَ أَبَوَا يَسُوعَ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ في عِيدِ الفِصْحِ إِلى أُورَشَليم.
ولَمَّا بَلَغَ يَسُوعُ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدُوا مَعًا كَمَا هِيَ العَادَةُ في العِيد.
وبَعدَ ٱنْقِضَاءِ أَيَّامِ العِيد، عَادَ الأَبَوَان، وبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ في أُورَشَلِيم، وهُمَا لا يَدْرِيَان.
وإذْ كَانَا يَظُنَّانِ أَنَّهُ في القَافِلَة، سَارَا مَسِيرَةَ يَوْم، ثُمَّ أَخَذَا يَطْلُبانِهِ بَيْنَ الأَقارِبِ والمَعَارِف.
ولَمْ يَجِدَاه، فَعَادَا إِلى أُورَشَليمَ يَبْحَثَانِ عَنْهُ.
وَبعْدَ ثَلاثَةِ أَيَّام، وَجَدَاهُ في الهَيكَلِ جَالِسًا بَيْنَ العُلَمَاء، يَسْمَعُهُم ويَسْأَلُهُم.
وكَانَ جَمِيعُ الَّذينَ يَسْمَعُونَهُ مُنْذَهِلينَ بِذَكَائِهِ وأَجْوِبَتِهِ.
ولَمَّا رَآهُ أَبَوَاهُ بُهِتَا، وقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يا ٱبْنِي، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذا؟ فهَا أَنَا وأَبُوكَ كُنَّا نَبْحَثُ عَنْكَ مُتَوَجِّعَين!».
فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلا تَعْلَمَانِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ في مَا هُوَ لأَبي؟».
أَمَّا هُمَا فَلَمْ يَفْهَمَا الكَلامَ الَّذي كَلَّمَهُمَا بِهِ.
ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا، وعَادَ إِلى النَّاصِرَة، وكانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وكَانَتْ أُمُّه تَحْفَظُ كُلَّ هذِهِ الأُمُورِ في قَلْبِهَا.
وكَانَ يَسُوعُ يَنْمُو في الحِكْمَةِ والقَامَةِ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس.

موعظة على النص

الحقيقة أننا لا نعرف إلا القليل جدا حول عائلة الناصرة، وعن حياتها اليومية، وعملها، والخيارات التي قامت بها، وصعوباتها … الأناجيل تعطينا لمحة عن تلك السنوات القليل جدا، والحياة العادية ليسوع مع مريم ويوسف يغلبها الصمت والهدوء.
وأبعد مما قد يتصور البعض، ذلك الصمت هو واحد من الظهورات الرائعة ليسوع، لإنجيله.
وتتخاطر في داخلنا عدة اسئلة:
هل من الممكن أن ابن الله لم يقم باي نشاط لمدة ثلاثين عاما في الناصرة؟
هل من الممكن انه لم يصنع معجزة ولو صغيرة جدا وبقت في ذاكرة الزمن؟
قد نصيب بخيبة امل عندما لا نعرف عن طفولة يسوع أي شيء… ولكن السنوات الثلاثين الأولى في الناصرة هي عظيمة بهذا الصمت.
هو الصمت الذي يحكي اكثر من الكثير من الكلمات، الذي ينير أكثر من الكثير من المنارات.
هو صمت الحياة اليومية، الطبيعية.
الكل كان ينتظره. الأنبياء مهدت الطريق؛ المشلولين، والعميان، والعرج والمرضى والبرص كانوا ينتظرون.
ولكن ماذا يفعل؟
يَصقُل طاولة، يُصَلح كرسي، يَضَع قفل للباب.
هذا هو إلهنا، الله الذي يَدل على درب القداسة، الذي يجمع بين المُقدَس والارضي، الذي يجعل من الوقت العادي مكان حاسم للحياة المسيحية.
العائلة المقدسة في الناصرة تدعونا لقداسة الحياة اليومية!
عائلة الناصرة تدعونا الى روحانية من الواقع، والحياة الرهبانية بالعمل المشترك!
نحن بحاجة إلى ترجمة الإنجيل الى واقع يومي، واخذ جرعة من كلمة يسوع في التزامات ومسؤوليات كل يوم، وترك نفحة الروح ترشدنا في اتخاذ القرارات اليومية.
احد مبارك للجميع

ابونا سعدي