sykakerk.nl


تنويه مهم: الحذر من الأقوال المنسوبة بلا مصدر


نظراً لكثرة الأسئلة والمكالمات التي تصلني بخصوص بعض الكتابات الدينية المتداولة على موقع فيسبوك، والتي تفتقر إلى أي مصدر رسمي أو كنسي موثوق، رأيت أن أكتب هذا التنويه
أقدّر وأشكر كل من يسعى بصدق ليكون شاهداً للحق، وأدعو الجميع إلى التثبّت قبل مشاركة أو تصديق أي نص أو مقولة منسوبة إلى الكنيسة أو شخصياتها، لأن الإيمان المسيحي يقوم على الحقيقة، والحقيقة لا تحتاج إلى إضافات أو اختلاقات
الحذر من الأقوال المنسوبة بلا مصدر في عصرٍ تغمره وسائل التواصل الاجتماعي، صار من السهل على كثيرين أن يكتبوا ما يشاؤون، ثم ينسبوه إلى شخصيات كبرى أو رموز مؤثرة. تُنشر عبارات رنّانة وشعارات جذّابة وكأنها أقوال موثوقة، بينما هي في الحقيقة بلا سند رسمي أو كنسي
على منصّات مثل فيسبوك نجد من ينسجون صورة مثالية للكنيسة فيختلقون أقوالاً لم تُنطق، أو يوجّهون نقدًا فيحرّفون النصوص لتخدم أغراضهم، أو يكتبون بدافع مشاعر حقد ومرارة. والخطر الأكبر أن القارئ البسيط قد يُخدع، فيتعامل مع هذه الأقوال كأنها حقائق ثابتة
الكنيسة، عبر تاريخها، تدعونا دوماً إلى الحذر من الانجراف وراء ما يُنشر بلا دليل. فالإيمان المسيحي يقوم على الحقيقة، والحقيقة لا تختصر في شعارات عابرة أو نصوص مجهولة المصدر المقياس الأصيل هو:
-الرجوع إلى التعليم الرسمي للكنيسة-العودة إلى الكتب والوثائق التي تحمل ختمها وصوتها الحيّ
ليس كل ما يُنشر على الإنترنت حقيقة. لذلك من واجب المؤمن أن يتروّى ويفحص ويسأل:
-ما هو المصدر؟
-هل لهذا الكلام أساس راسخ؟
-أم أنه مجرد رأي شخصي أو ادعاء بلا برهان؟
إنّ الكنيسة تحثّنا على التثبّت والرجوع إلى التعليم الموثوق، لأن المسيح قال: “تعرفون الحق والحق يحرركم” (يو حنا 8. 32)
حين نعيش هذا الوعي ونمارس التمييز، نصبح شهوداً للحق، ونسير على درب الصدق الذي يحرّر الإنسان من الأوهام والادعاءات
فقبل أن تشارك أو تصدّق أي عبارة أو مقالة منسوبة إلى شخصية كنسية أو دينية، توقّف قليلاً واسأل: هل لها مصدر موثوق؟ إن لم يكن، فالحذر واجب


الخوراسقف: سعدي خضر/هولندا
الخميس 11-09-2025