sykakerk.nl

د. بشرى بيوض –

أن الرب يسوع يُريح ولا يُتعب أحد، يرفع الثقل ولا يضع ثقل على أحد، يُشفي ولا يُمرض أحد، بلطف يجذب أعظم الخطاة شراً ولا يلكم أو ينبُذ أحد قط، ولا يمنعنا من الدخول أو يطردنا إذا أتينا إليه خُطاة أو حتى جهلة ملتمسين رحمته، وقد اختار تلاميذه وأعطاهم تعليم قائلاً [ أحملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم ] (متى 11: 29)، وحتى بذلك يصيروا مشابهين له، لطفاء، يدعون نفس ذات الدعوة عينها مجسدين محبة الله ورحمته للجميع، داعين كل الناس إليه بلا تمييز، لكي يجمعوا في النهاية شعب الله معاً المدعوين للحياة في شخصه العظيم القدوس
ان المسيح هو رجاؤنا والوحيد القادر ان يخلصنا من مكايد ابليس ومن الاعمال واللعنات الموجوده في حياتنا, ولا يوجد أبدا اي امل او طريق اخر غير المسيح لانه هو ” حَملَ احزاننا واوجاعنا تحملها, هو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل خطايانا وبصلبه شُفينا.” اشعياء 53: 4-8. يسوع وحدهُ له سلطان الله الذي به يَسحق رأس ابليس والذي يستطيع ان يسحق ابليس من تحت اقدامك, فله ” اُعطي كُل سلطان في السماء والارض واُعطي اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الارض ومن تحت الارض ويعترف كل لسان ان يسوع المسيح هو رب المجد.
افتح عينيك وانظر الى الكتاب المقدس كيف ان الشياطين عندما رأت يسوع صرخت وخرجت (انجيل لوقا 8: 26-30.) فيسوع يدعوك قائل “تعالوا الي ياجميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم.” انجيل متى 11: 28. فاسمع لهذا الصوت ولا تقسي قلبك وادعوه ليُفرح قلبك ويزيل عنك اللعنه التي وضعها ابليس عندما حاولت طلب المعونه
عندما نحتار لا نبحث عن الارشاد الا من الله وحده نذهب اليه ، نبحث في كلمته ، نمتلئ به ، يُسمعنا صوته ويوجهنا الى طريقه ، يقودنا بيده ، يسير امامنا . لا تسرع في اللجوء الى اصحاب الرأي والفكر والمشورة في العالم . العالم مليء ٌ بالطرق الخاطئة والآراء الخطرة والافكار التي تقود الى الضلال ، أما المسيح فهو الطريق الوحيد ، الطريق الآمن ، الطريق الأمين . حين نسمع صوته يأتي الينا من الخلف ، يوجهنا الى الطريق ، حالا ً يجب ان نسلك ونميل يمينا ً أراد او يسارا ً . اننا تسعى نحو مشيئته ونبحث عن قصده ، وهو يريد ان تحقق مشيئته وتنفذ قصده ، فاختلي به ، اطلب وجهه ، انتظره ، انتظر الرب . وانت تقف وحولك طرق ومسالك كثيرة لا تتعجل ، انتظر الرب . قل مع داود : ” إِنَّمَا للهِ انْتَظَرَتْ نَفْسِي . مِنْ قِبَلِهِ خَلاَصِي . إِنَّمَا هُوَ صَخْرَتِي وَخَلاَصِي ، مَلْجَإِي ، لاَ أَتَزَعْزَعُ كَثِيرًا. ” ( مزمور 62 : 1 ، 2 ) فطريقه طريق الخلاص ومسلكه ُ مسلك بِر . حين ننتظر الرب ننجو ، حين نتبع طريقه ُ نخلُص . ابتعد عن مشورة الاشرار ولا تسمع توجيهات أخرى بل اتبع الله واسلك في طرقه ِ المستقيمة
إذا كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى” (يو1:13). ويمكن القول أن وصية المحبة هذه، يكمن في ان الرب يسوع أعطى لها خصوصية رائعة حتى تضيء لنا طريق الحياة والشركة مع الله، فالمحبة التي يقصدها السيدالمسيح هنا والتي يطلبها الرب منا هي محبة (خاصة)، أي على مثال محبة المسيح نفسه؛ فهي محبة باذلة، محبة إلى المنتهى: “الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غل20:2). وإلا فستكون دائمًا محبة ناقصة وعلى مستوى محبات العالم الأخرى الطبيعية، فهنا الوصية تدخل في حيز عمل المسيح نفسه ومحبته التي نحن مطالبون أن نقدمها للعالم، ولبعضنا بعض حتى النفس الأخير لنؤهل للشركة والاتحاد بالمسيح
عندما نعلن، في قانون الإيمان، أننا نؤمن بكنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، نعلن أننا شركاء في جسد واحد رأسه المسيح يسوع، وكلنا أعضاء فيه، وما يجمعنا هو رابطة عمادها المسيح، لا تنقطع
ما يشدّ المسيحيين بعضهم إلى بعض، وما يشدّهم إلى الآخرين، هو المحبة. المحبة هي الصلة التي تجمع الجميع
عندما أعلن السيد “ليكونوا كلهم واحدًا، كما نحن واحد”، أراد بذلك أن يؤكد على شركة سرية بين كل أفراد الكنيسة… يتشفعون بعضهم لبعض بالفكر والصلاة… أحياء وأموات
يسوع المسيح هو قلب الإيمان المسيحي، وهو مصدر كل تقديس. المسيح هو الذي مهّد لنا الدخول في لقاء الآب وتقديس الروح القدس، يقول القديس يوحنا: “الله لم يره احد قط.الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب
إن أعظم وصية عبر التاريخ هي “أحب قريبك كنفسك”. ثم جاءت الوصية الأعظم على فم الرب يسوع نفسه “أحبوا أعداءكم”، ويقف الإنسان متحيرا في سمو هذه الكلمات وكيفية العيش بها؟
ولكن الله لا يطلب منا فوق ما نستطيعه، فهو الذي سيقوم بهذه المهمة بدلا عنا عندما نسلمه القلب الذي تخرج منه هذه المشاعر النبيلة التي سيقوم بها روح الله بالنيابة عنا، ولكن المطلوب منا هو أن نسلمه هذا القلب ليسكن فيه ويملك السيادة عليه..
أيها الرب يسوع المسيح، قد قمت من بين الأموات منتصراً. أشكرك لمحبتك و أمانتك وألتمس منك أن تغفر لي كل ذنوبي، وتصالحني مع الله. خلصني من غضبه العادل، وثبتني في حياتك الأبدية. حضّر قلبي لأنال روحك القدوس، وأتقوى في الإيمان، وأسلك في القداسة والتواضع والعفة. تعال أيها الرب يسوع، لأن بدونك لا يكون معنى للحياة. أنت مستقبلنا وبحضورك تصبح الآخرة مشرقة
د-بشرى بيوض