sykakerk.nl


أنواع الحضور في حياتنا: بين من يُثقلنا ومن يُنعشنا


مقدمة:
في مسيرتنا اليومية، نلتقي بأشخاص كُثُر، بعضهم يمرّ مرور العابر، وآخرون يتركون أثراً لا يُنسى. لكن لو تأملنا أكثر، سنكتشف أن حضور الناس في حياتنا لا يتشابه، بل يندرج غالباً تحت ثلاث فئات رئيسية، تختلف في وقعها وتأثيرها علينا:

  1. حضور مزعج:
    هذا الحضور يُشبه الضجيج في مكانٍ هادئ، يفرض نفسه دون أن يُؤخذ بالحسبان. هو ذلك الشخص الذي يُثقل الجو أينما حلّ، يُقلق راحة القلب، يُثير التوتر، وربما يُشعرك دائماً بأنك بحاجة للدفاع عن نفسك أو تبرير وجودك.
    قد لا يكون سيئ النية، لكنه لا يدرك وقع كلماته، أو توقيت تدخله، أو ثقله العاطفي على من حوله. وجوده يُتعب، لا لأنه شرير، بل لأنه يفتقر إلى اللباقة، الإصغاء، والمساحة التي يستحقها كل إنسان.
  2. حضور لا يُقدم ولا يُؤخر:
    هذا الحضور يُشبه المقعد الفارغ، لا يُزعج، لكنه لا يُضيف أيضاً. قد يكون مجرّد ظلّ في حياتك، موجود بالجسد لكن غائب بالروح. لا يسأل، لا يُشارك، لا يتفاعل. حضوره صامت، خافت، باهت.
    لا نذكر له إساءة، لكننا لا نذكر له فضلاً أيضاً. هو حضور “محايد”، لا يؤلم، لكنه أيضاً لا يُبني عليه رجاء. كثيرون نعرفهم بهذا الشكل… مجرد أسماء في لائحة العلاقات، بلا حرارة، بلا قصة.
  3. حضور بركة:
    أما هذا، فهو الحضور الذي يُضيء القلب. وجوده راحة، صمته سلام، وكلمته حكمة. هو ذاك الشخص الذي حين يكون بقربك، تشعر أنك بخير. لا يحتاج إلى أن يفعل الكثير، فمجرد حضوره يحمل لك طمأنينة.
    هو الذي يُصلي لك دون أن تطلب، ويشجّعك دون أن تشتكي، ويحبّك دون شروط. وجوده في حياتك ليس صدفة، بل نعمة. هو البركة التي تتسلّل بهدوء وتزرع الفرح، وتذكّرك بأن الله لا يزال يرسل لنا وجوهاً تحمل صورته.