الاب سعدي خضر –
إنجيل القدّيس يوحنّا 16. 4-15
لكِنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، حَتَّى إِذَا حَانَتِ السَّاعَةُ تَتَذَكَّرُونَ أَنِّي قُلْتُهُ لَكُم. ولَمْ أَقُلْ لَكُم هذَا مُنْذُ البَدْءِ لأَنِّي كُنْتُ مَعَكُم.
أَمَّا الآنَ فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلى مَنْ أَرْسَلَنِي، ولا أَحَدَ مِنْكُم يَسْأَلُنِي: إِلى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِب؟
ولكِنْ لأَنِّي كَلَّمْتُكُم بِهذَا، مَلأَ الحُزْنُ قُلُوبَكُم.
غَيْرَ أَنِّي أَقُولُ لَكُمُ الحَقّ: خَيْرٌ لَكُم أَنْ أَمْضِي. فَإِنْ لَمْ أَمْضِ لا يَأْتِ إِلَيْكُمُ البَرَقْليطُ المُعَزِّي. أَمَّا إِذَا ذَهَبْتُ فَإِنِّي سَأُرْسِلُهُ إِلَيْكُم.
وهُوَ مَتَى جَاءَ يُوَبِّخُ العَالَمَ عَلى الخَطيئَةِ وفي أَمْرِ البِرِّ والدَّيْنُونَة.
أَمَّا على الخَطيئَةِ فَلأَنَّهُم لا يُؤْمِنُونَ بِي.
وأَمَّا في أَمْرِ البِرِّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، ولَنْ تَرَونِي مِنْ بَعْد.
وأَمَّا في أَمْرِ الدَّيْنُونَةِ فَلأَنَّ سُلْطَانَ هذَا العَالَمِ قَدْ أُدِين.
لَدَيَّ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَيْضًا أَقُولُهَا لَكُم، ولكِنَّكُم لا تَقْدِرُونَ الآنَ أَنْ تَحْتَمِلُوهَا.
ومَتَى جَاءَ رُوحُ الحَقِّ فَهُوَ يَقُودُ خُطَاكُم في الحَقِّ كُلِّهِ، لأَنَّهُ لا يَتَكَلَّمُ بِشَيءٍ مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا يَسْمَع، ويُنْبِئُكُم بِمَا سَيَأْتِي.
وهُوَ سَوْفَ يُمَجِّدُنِي لأَنًّهُ سَيَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ.
كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لي. لِهذَا قُلْتُ: إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لي ويُنْبِئُكُم بِهِ.
موعظة على النص
التلاميذ تبعوا يسوع بحماس وقناعة، قد كبروا بالاستماع والتغذية من الكلمة، حيث قاموا بخيارات شجاعة في حياتهم. ولكن كل شيء كان دائما يرافقه وجود الرب يسوع بجانبهم. والان حان وقت الوداع, حضوره سيكون بشكل آخر، ولكن التلاميذ دخلوا في أزمة، عندما يسمعون الكلمات الأخيرة ليسوع حيث الحزن خيم عليهم “لكِنْ لأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هذَا قَدْ مَلأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ” بينما الرب يدعوهم ويطلب منهم تقييم المميزات الناجمة عن ذهابه. فهذا سيؤدي الى النمو الحقيقي في الإيمان، وتحفيز خياراتهم مع قدر أكبر من القناعة، وصبحوا بالغين في الإيمان من خلال امتلائهم من الروح القدس” لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.”.
اليوم نحن لسنا وحدنا: الروح القدس، العطية الأولى من يسوع للمؤمنين، ترافق بهدوء طريقنا. نبقى تلاميذ، حتى عندما يكلفنا جهدا: هذه هي بالضبط اللحظة التي نتجرد ونتخلى من أي مسرة ومتعة، ونفهم كم هو إيماننا حقيقي.
فالروح القدس ليس شيئا ولكن شخصا، حضورا. فالروح هو يُعرَف بما يَفْعَل، وليس بما يقال عنه او يحفظ عنه.
اذا قرأت مقطع من الانجيل وحرك قلبك لا يكن لك شك: هو عمل الروح القدس.
اذا لقاء غير متوقع يمنحك الفرح النقي والبهجة لا يكن لك شك: هناك حضور للمسة الروح.
إذا بعد فترة من الخمول الروحي تشعر بالرغبة في ربيع جديد فلا تضن انك مجنون: هذا هو عمل الروح.
إذا وجدت في نفسك الشجاعة التي لم تتوقعها ابدا فلا تخف: هو الروح الحاضر بقلبك.
دون الروح ومواهبه السبعة حياتنا الروحية ستكون مملة مثل تراكم الديون علينا.
بدون الروح نقرأ كلمة الانجيل بنفس الحماس الذي نقرأ به دليل الهاتف …
الروح يُشعل قلبك، يُعطي حياة جديدة، يجعلنا ان ننظر اعمق، يأخذ القلب خارج أسوار الخوف.
اذا ايها الاحباء لندع نسمة الروح تقودنا. فالروح القدس هو “واهب الحياة” (1 كورنتس 15. 45)، وهو كما يقول مار بولس:” قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ” (رومية 8. 2)، يجعلنا نختبر ان كل يوم هو جديد ويجعلنا نعيش جمال الايمان الحقيقي في المسيح القائم ليجعلنا شهود إلى أقاصي العالم …
عيد عنصرة مبارك للجميع
ابونا سعدي